تعتبر عملية تقطيع أضحية العيد، عملية شاقة على الكبار والصغار، وقلة من يحبذونها ويتقنونها على أصولها، وحسب تقاليد الأسرة المغربية، يتولى رب العائلة هذه المهمة، رغم مشقتها، بحيث إنها تتطلب مجهودا تستعمل فيه كل عضلات الجسد.
يتميز نشاط الجزارين خلال أيام عيد الأضحى بنمط مختلف عن باقي الأيام، حيث يتحول إلى نشاط خدماتي بدلاً من النشاط التجاري التقليدي المتمثل في بيع اللحوم.
وبالنظر الى التغير الواضح في عادات المواطنين، الذين يفضلون عدم تقطيع أضاحيهم لتوفير الوقت والجهد، أصبحت خدمات محلات الجزارة محط جذب كبيرة في هذه الفترة.
ومثلما ارتفعت أسعار الماشية، عرفت أسعار تقطيع الأضحية، بدورها ارتفاعا ملحوظا. ففي وقت كانت العملية تكلف صاحبها بين 50 و 100 درهم، قفزت خلال عيد الأضحى لهذه السنة إلى أكثر من 150 درهم في بعض محلات الجزارة، وهو مبلغ “قياسي” لم يقدر عليه كثيرون. وهو ما جعلهم يفضلون القيام بهذه المهمة “الصعبة” بمفردهم.
فعلى الرغم من حفاظ الكثير من الأسر على عادات وتقاليد عيد الأضحى، فإن الجزار يبقى هو العملة النادرة في العيد، إذ يشكل كثرة الطلب على خدمات الجزارين سواء للذبح أو التقطيع فرصة لهؤلاء لتحقيق ربح إضافي في هذه الفترة.
مجموعة من المهنيين يستغلون يومي العيد للاشتغال في الذبح والسلخ والتقطيع، بغرض كسب مال يغطي فترة العطلة التي يُجبرون فيها على غلق محلاتهم نظرا لتوفر اللحوم في منازل المغاربة، وهي المدة التي تمتد على الأقل لأسبوع أو عشرة أيام.