في ظل الارتفاع المتواصل في أسعار المعدن الأصفر محليا وعالميا، بات الإقبال على الذهب في المغرب يخضع لحسابات جديدة، ووجدت المغربيات أنفسهن أمام معادلة معقدة: كيف يمكن التوفيق بين الشغف ببريق الذهب ولمعانه الجذاب وتراجع القدرة الشرائية والأسعار المتصاعدة شهرا بعد آخر؟.
وقد أثرت هذه الأسعار المرتفعة بشكل مباشر على المقبلات على الزواج لا سيما أن الحلي الذهبية تعد عنصرا تقليديا في تجهيزات العرس، كما أثرت على إقبال النساء المنحدرات من الفئات الاجتماعية المحدودة الدخل والمتوسطة ودفعتهن إلى البحث عن بدائل عملية وجمالية تناسب قدرتهن الشرائية.
فالمرأة المغربية اليوم تتابع أسعار الذهب العالمية والمحلية، وتقرر الشراء الآن قبل أن يرتفع السعر أكثر، ولم تعد تشتري الذهب فقط للزينة، بل لادخار المال والاستثمار”.
هذا التغير أثر حتى على الذوق العام، ولم تعد الزبونات يفضلن الذهب العصري المزخرف بالأحجار لأن قيمته عند البيع تنخفض، بل أصبحن يفضلن شراء ذهب خالص، بسيط ومن دون أحجار”.
ولطالما كان الذهب جزءا من الطقوس الاجتماعية المرتبطة بالزواج في المغرب، إذ إن الحلي الذهبية جزء أساسي من جهاز العروس، غير أن هذا التقليد بات يتآكل بفعل الظروف الاقتصادية التي دفعت العديد من الأزواج الشباب من ذوي الدخل المحدود إلى البحث عن بدائل أقل كلفة.
وفي سياق البحث عن البدائل، ظهرت حلي مطلية بلون الذهب مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ.
هذه الحلي تلقى إقبالا كبيرا من الزبائن المحدودي الدخل، نظرا لتشابهها الكبير مع الذهب الحقيقي من حيث البريق، فضلا عن مقاومتها للماء والعطر والعرق، مما يحافظ على لونها ولمعانها مدة طويلة.
وأصبحت هذه الحلي تلقى إقبالا من الزبائن ورواجا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ويتفنن البائعون في عرض تصاميم عصرية ومتنوعة لجذب عشاق البريق الأصفر بأسعار تناسب جيوبهم.