بدعوة من الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، انعقدت الدورة العادية للمجلس الإقليمي للحزب بعمالة وجدة-أنجاد، يوم السبت 30 ماي 2025، بقاعة المؤتمرات بفندق “اسلي كولف” بمدينة وجدة. وقد استهلت أشغال هذه الدورة بكلمة افتتاحية ل”الحبيب السهلي”، رئيس المجلس الإقليمي، استعرض فيها الوضعية الراهنة للمجلس الجماعي لمدينة وجدة، تلتها كلمة غنية العايدي باسم الشبيبة الاتحادية، ثم كلمة الكاتب الإقليمي عمر أعنان، متبوعة بالعرض السياسي لسعيد الملحاوي، نائب الكاتب الإقليمي، ثم مداخلة قيمة من عضو المكتب السياسي للحزب عبد السلام موساوي. وقد شكلت هذه المداخلات أرضية خصبة لنقاش مستفيض ومسؤول، استحضر فيه المجلس السياق الوطني والمحلي بمختلف أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ليخلص إلى ما يلي:
أولًا: على المستوى الوطني.
- التنويه القوي بأداء الفريق البرلماني الاشتراكي والقيادة الحزبية في إدارة ملف ملتمس الرقابة، باعتباره مبادرة اتحادية أصيلة في المنشأ والمبنى، ورفضًا لأي محاولات للسطو عليها أو تحريف جوهرها من قبل جهات تسعى لتزييف الوعي وتزوير التاريخ، بعد أن فشلت في تدبير الحكم والمعارضة على السواء.
- التأكيد على ضرورة تحويل ملتمس الرقابة إلى مبادرة شعبية، وفق ما دعا إليه المجلس الوطني، من أجل تعبئة جماعية لمواجهة اختلالات حكومة الهيمنة والتغوّل، والمطالبة بمساءلتها شعبيا ومؤسساتيا على كافة المستويات.
- الإشادة الخاصة بالأداء المتميز للنائب البرلماني عمر أعنان، لما أبان عنه من مرافعات مسؤولة ونضالية داخل قبة البرلمان، دفاعًا عن قضايا الإقليم والجهة، في انسجام تام مع خط الحزب ومبادئه، ووفاءً لانتظارات المواطنات والمواطنين.
- الدعوة إلى التعبئة الشاملة لإنجاح أشغال المؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب، المقرر عقده أيام 17، 18 و19 أكتوبر 2025، بما يجعله محطة ديمقراطية لتجديد الفكر والتنظيم وإعادة بناء الأمل الجماعي.
ثانيًا: على المستوى المحلي
- التنديد الحازم بالوضع الكارثي الذي يعرفه تسيير المجلس الجماعي لوجدة، في ظل أغلبية هجينة متناحرة، تقودها قيادة حزب واحد بثلاثة رؤوس متصارعة، أبانت خلال دورة ماي الماضية عن استخفاف بالمسؤولية، وركون إلى منطق التعطيل والمغانم، في تجاهل تام لحاجيات الساكنة وانتظاراتها، وسعي مفضوح لعرقلة برنامج “تدارك الخصاص” الذي أطلقته الولاية.
- التنبيه الشديد إلى التدهور المهول للبنية التحتية بمدينة وجدة، خاصة ما يتعلق بحالة الطرق، والانفلات المرتبط بما يُعرف بـ”حراس السيارات”، وتردي خدمات الإنارة العمومية والنقل الحضري، مع التأكيد على أن خدمة النقل الحضري مصلحة عامة يجب أن تكون فوق كل الاعتبارات، مهما كانت الصيغة القانونية لدفتر التحملات أو خلفياته.
- التحذير من استمرار تفاقم بطالة الشباب بالإقليم، والدعوة العاجلة إلى وضع خطة استثنائية لتوفير مناصب الشغل، وتنمية البنيات التحتية للتأطير الثقافي والرياضي، من أجل صون كرامة الشباب وحمايتهم من الانحراف واليأس.
- دقّ ناقوس الخطر بشأن اتساع رقعة الفقر والفوارق المجالية بالإقليم، وما لذلك من آثار خطيرة على النسيج الاجتماعي والأسري، حيث تتزايد مظاهر التشرد والتسول والجريمة وانعدام الإحساس بالأمن، في ظل غياب تدخلات فعالة ومنسقة للحد من هذه المظاهر المقلقة.
وقد أكد المجلس الإقليمي، وهو يختتم أشغاله تمسكه بثوابت الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ويجدد العهد بالنضال المستمر من أجل العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، والديمقراطية الحقيقية.