اختتمت يوم الخميس 23 أكتوبر الجاري، فعاليات الأيام التحسيسية للتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية التي نظمت من داخل المركز الاستشفائي محمد السادس بوجدة، تخليدا لليوم العالمي للتبرع بالأعضاء.
وقد عرفت هذه الأيام مشاركة واسعة من طرف زوار المستشفى ومستخدمي المركز، اختلفت فئاتهم بين إداريين، تقنيين أطباء وممرضين، أجمعوا على انخراط مسؤول وعلى دعمهم لقضية التبرع.
وقد تم بالمناسبة فتح سجل رمزي لتسجيل الراغبين في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة في صفوف الموظفين، حيث فاق عدد المسجلين خلال صبيحتين 120 متبرعا.
ويأتي تنظيم هذه الأيام بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية، بهدف توعية المواطنين بأهمية هذا العمل الانساني النبيل، والذي يجسد قيم التضامن والعطاء.
وقد أكد رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق، مصطفى بنحمزة في مداخلته، على أهمية التوعية المجتمعية بالتبرع بالأعضاء والأنسجة، والذي اعتبره بأنه “فعل يمنح الحياة”، مشيدا بمبادرة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس التي تندرج ضمن هذا التوجه. وقال “لا شيء أثمن من منح الآخرين فرصة ثانية للحياة بعد معاناتهم من المرض”.

في حين أكد النائب الأول لرئيس المحكمة الابتدائية بوجدة، على عدم وجود أي موانع دينية تحول دون التبرع، مبرزين أن هذا الإجراء الطبي، الذي يتمثل في نقل عضو أو نسيج من متبرع إلى مريض في خطر، يعد قانونيا في المغرب وينظمه القانون رقم 16-98.

وتناول المتحدثون واقع وآفاق التبرع بالأعضاء والأنسجة في المغرب، مسلطين الضوء على التقدم المحرز في هذا المجال، من حيث توفر البنية التحتية الحديثة والكفاءات الطبية المؤهلة، رغم وجود بعض العقبات التي تحد من انتشار ثقافة التبرع بالأعضاء لأنه يعد فعلا تضامنيا راقيا والتزاما مواطنا من شأنه إنقاذ حياة المرضى أو تحسين جودة حياتهم بشكل دائم، مشيرين إلى أن هذه الممارسة، التي تشهد تطورا ملحوظا في العديد من الدول، تمثل الحل العلاجي الوحيد لبعض الأمراض المستعصية.
وشهد اللقاء الختامي، لحظات مؤثرة من خلال شهادات حية لمستفيدين من عمليات الزرع، عبروا فيها عن امتنانهم وفرحتهم بالحياة الجديدة التي منحت لهم.

وقال محمد. ج (26 سنة)، الذي خضع لعملية زرع كلى بعد سنوات من المعاناة مع جلسات الغسيل الكلوي ثلاث مرات أسبوعيا (كل جلسة أربع ساعات)، ما اضطره إلى التوقف عن الدراسة، إن “من يعيش هذا الوضع يدرك أن تلك الساعات ليست مجرد وقت، بل هي فترات من المعاناة الجسدية والنفسية. اليوم، أعيش حياة طبيعية، أعمل، وأنا متزوج، وكل شيء على ما يرام”.
وأضاف أن شقيقه الذي تبرع له بكليته يتمتع بصحة جيدة ولا يتناول أي أدوية، قبل أن يختم حديثه بالقول “التبرع بالدم أو الكلية أو أي عضو آخر من أعضاء الجسم ليس مجرد شعار نردده، بل هو عمل إنساني نبيل يجب علينا جميعا أن نؤمن به ونمارسه”.
كما عرفت هذه الأيام أنشطة تحسيسية، حيث تم تنظيم معرض فني، تمير بعرض مجموعة من اللوحات الإبداعية، التي أضفت طابعا جماليا على المركز، لأن الفن والفنانين يشكلون ركيزة أساسية في نشر الوعي، وبناء ثقافة المجتمع، كما تم إنجاز جدارية فنية رائعة تجسد معاني التبرع بالأعضاء، أبدعتها أنامل طلبة النعهد الوطني للفنون الجميلة رفقة فنانين آخرين.



































