المنطقي، ألا تنام عواصم العالم، خاصة خلال فترة الصيف، لكثرة خروج العائلات، وتمضيتهم ساعات متأخرة من الليل خارجا.. إلا في عاصمة الشرق، فالعائلة تخرج للتنزه، وهي تحسب وقت العودة دقيقة بدقيقة، مخافة توقف وسائل النقل وإغلاق المحلات ليلا.
وظاهرة نوم ساكنة الجهة الشرقية باكرا، برزت في العقدين الأخيرين فقط، ففي فترة التسعينيات، كانت البلاد في عز نشاطها وحركيتها الليلية. حاضرُ مدن جهة الشرق وخاصة مدينة وجدة لا يبشر بخير، فهي تعيش سباتا ليليا، وركودا في أوج ليالي الصيف الطويلة.
ويؤكد مواطنون، أن وجدة، كانت في أوج نشاطها وحركيتها بعد الاستقلال وما تبعه من سنوات، رغم قلة الإمكانيات المادية.
سكان الشرق، كانوا نشطين جدا ويطيلون السهر لساعات متأخرة من الليل، رغم قلة وسائل النقل والمركبات الخاصة وقتها، كما أن البلاد كانت تعرف حالة أمن وأمان، ومحاولة للتمتع أكثر بالحرية واستقلال البلاد، بعد سنين من الاحتلال”.
كما أنّ كثيرا من النشاطات كانت ليلية، على غرار حضور جلسات الشعبي الموسيقية التي كانت تقام بين الأحياء الضيقة، كما أكد ذات المواطنون أن عاصمة الشرق، كانت في أوج حركيتها وصخبها ليلا سنوات مضت.
ولإعادة النبض والحياة لمدينتنا ليلا، الأمر ليس بالمستحيل، ويحتاج لتكاثف جهود العديد من الجهات، والقرار ليس إداريا، إذ لا يكفي إصدار قانون يقضي بإلزام البلديات، أصحاب المحلات بفتحها ليلا. وإنما لا بد من جهود جماعية من جميع الوزارات، وخاصة وزارتي النقل والثقافة اللتين تلعبان دورا أساسيا في إنعاش حركية الليل، عن طريق فتح المسارح ودور السينما وقاعات العرض، وتنظيم مهرجانات ليلية، وإلزام وسائل النقل بالعمل ليلا…
إعادة إحياء مدن جهة الشرق ليلا وخصوصا مدينة وجدة، تحتاج إلى تجنيد جميع المؤسسات، منها التربوية والجامعية، وإشراك المبدعين، وتحفيز التجار لفتح محلاتهم، وفرض مواقيت سير على الناقلين، مع ضمان الأمن، وتوفير ظروف التنقل الليلي، خاصة إنارة الشوارع والأزقة الضيقة.